لكم لبنانكم ولن يكن لي لبناني

عفواً يا جبران ، لم يكن لديهم لبنانهم .لأنهم لم يعرفوه ولأنهم لم يحسّوا به يوماً ، بل كانوا يفكّرون بمصالحهم الشخصية

ومراكزهم منذ البداية والدليل.... ما نراه في النهاية

لكم لبنانكم ، الكذب والرياء والشطارة والتشاطر وبعدها الإنشطار ، ولن يكن لي لبناني الصدق والكفاءة والحوار وكل ذلك بفضلكم فأنتم غير مشكورين

لكم لبنانكم الدعارة السياسية ، والفكرية والجاه والوجاهة المزيّفة وإحتكار المراكز و"بعد كديشي ما يَنبُت حشيش" ولن يكن لي لبناني الكرامة والرجولة والتعاون والبساطة ، كل ذلك من جهلكم وجشعكم ، وأتمنّى من الله ان يلعنَكم في كل كتاب وان تقاضيكم كل المحاكم الدولية لجرائمكم ضد الإنسان في لبنان

لكم لبنانكم الطائفية والطوائفية والمذهبية المُذَهّبَة( من ذهب ) التي نراها علناً احياناً على رؤوس قادتكم اصحاب العقول الفارغة والبطون الملآنة ، ولن يكن لي لبناني الأخوّة والتعايش والعقول الراجحة . لذلك لن ينجَح اي حوار تدعون اليه ، والدليل ما يحدث في كل لقاء من مشاكل وتشابك بالأيدي وشتائم . الله لا يُسكنُكم في فسيح جنّاته ، بل في جهنم الحمراء التي تليق بأمثالكم يا عَبدة الأوثان

لكم لبنانكم الواسطة أساس ، ويصرخ الجميع حاضر أساس ، ولن يكن لي لبناني المساواة والعدالة للجميع. لكم لبنانكم الكلمة الحرّة المخنوقة والتعتيم على المعلومات وتحريف الأخبار والإعلام المُسيَّس ولن يكن لي لبناني حريّة التعبير والإعلام الحرّ وتثقيف المواطن بدلاً من جرِّه نحو الصحافة الصفراء الفضائحية

لكم لبنانكم الحلول الجزئية والمرحلية ، مثلما يحدث في قضية النفايات وفي كل القضايا التي يعالجها اللصوص امثالكم ، ولن يكن لي لبناني الحلول الكاملة والنهائية ودولة القانون الذي يحمي الجميع . لذلك اتمنّى نهاية سعيدة لكلّ الملفات التي عالجتموها ولم ، ولن تنهوها ، بل سوف ينهيها الذين انتبهوا واستيقظوا ، إن تواجد هذا النوع من القوم ، وفي المقابل لن اتمنى نهاية سعيدة لكم ، يا من حرمتمونا من السعادة لفترات طويلة

لكم لبنانكم التلاعب بالأسعار والبضائع الفاسدة ، والخضار المرويّة بمياه المجارير ، وتبييض الأموال وتزويرها ، ولن يكن لي لبناني الفواكه الطازجة ومياه الينابيع الصافية ، لذلك اطلب من ساكن الأعالي ان يعكّر مزاجكم ويحرمكم من كل غالٍ عليكم ، ولكنني أشك انكم تملكون شيئاً غالٍ عليكم غير المادة

لكم لبنانكم الذي لن يُدخلَكم التاريخ من خلال الأفعال الشنيعة التي ارتكبتموها في حقّه وحقّ شعبه ، لعدم إخلاصكم لعقيدة او فكرة ، ولن يكن لي لبناني الذي كنت سوف ادخل فيه التاريخ من ابواب واسعة لأنني كنت سأتصدى لأعدائي بسلاح الفكر والمنطق بدلاً من سلاح القمع والجهل

لكم لبنانكم الاستزلام والتبعية العمياء للزعيم من غير ان تعرفوا الصديق من العدو ، ولن يكن لي لبناني الفخر والجرأة وتميّيز الصديق من العدو بحيث كنت للصديق نوراً وللعدو ناراً

لكم لبنانكم القوانين الجامدة والموروثة ، وتطبيقها من دون استعمال القوة ، التي هي ضرورية ومفيدة في كثير من الأحيان ، ولن يكن لي لبناني الذي كنت اتطلّع من خلاله الى الحرية من خلال القوة ، لأنه بيَدٍ قويّة يمكنك ان تَصِل الى مدى ابعد بكثير مما تصلَه بحقيبة مليئة بالقوانين

لكم لبنانكم الذي ينصّ على إعادة لبنان الى القرون الوسطى ، ولن يكن لي لبناني مواكبة الحضارة

والتشريعات التي تتماشى مع القرن الواحد والعشرين

لكم لبنانكم التلوّث والكسّارات والتصحير وإبادة الطبيعة والجبال ، ولن يكن لي لبناني الأخضر الجميل والأحراش ، وجبال النسّاك البعيدة عن قذارتكم وجشعكم

لكم لبنانكم الكفر والشذوذ والفنّ الساقط والأغاني الردئية ، ولن يكن لي لبناني الزمن الجميل وبعلبك وفيروز والطرب والزجل والأفراح

لذلك ولكي يكن لي لبناني ، لم يبق لي الا ان اتضرّع الى إلهي كما ورد في المزمور الرابع والثمانون الى بني قورح قائلاً ورغم كل الذي حصل:" يا رب إله الجنود إسمع صلاتي واصغِ يا اله يعقوب ، انظر يا إله والتفت الى وجه مسيحك ، لأن يوماً واحداً في ديارك خيرُ من ألف. اخترتُ الوقوف على العتبة في بيت إلهي على السكن في خيام الأشرار. لأن الرب إلهُ شمس ، الرب يعطي رحمةً ومجداً. لا يمنع خيراً عن السالكين بالكمال. يا رب الجنود طوبى للأنسان المتّكل عليك