top of page

رسالة الى الأمم المتخلفة


...وبارك يا سيّد

أجبِرَ رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس ، منذ فترة قصيرة على دفع مبلغ 2500 يورو لتغطية نفقات رحلة في الطائرة الى برلين ، إعتُبرت مهمّة غير حكومية ، بما ان رافقه فيها ولداه في الطائرة المخصّصة للزيارات الرسمية ، وأكثر من ذلك استفاد الولدان من هذه الزيارة الى برلين ، لمشاهدة نهائي كأس الأبطال في كرة القدم . ، وإعتذَر رئيس الحكومة علناً امام الفرنسيين ، ووعَد انه لن يقوم بهذه الهفوة في المرّة المقبلة ، لأن كلّ ما يُصرَف على الزيارات الرسمية ، هو مُقتطَع من الضرائب الي يدفعها الفرنسيون للدولة ، وعملاً بمبدأ المحاسبة تصرّف فالس بهذا الشكل .... حقاً والأمان لجميعنا.

يبدو وكما يطيب للأوساط المُضطَلعة في لبنان ان يُنسَب اليها من معلومات ، ويُقال ايضاً رَشَحَت معلومات عن هذه الأوساط ، ان السياسيين في لبنان سوف يدفعون عطلاً وضرراً ماديّين عن كل ما تسبّبوا به منذ الإستقلال وحتى الآن ، مروراً بالحرب الأهلية.

وقبل التوسّع في شرح الأعطال والأضرار التي تسبّب بها السياسيّون في لبنان ، سوف أخبركم ما كان يقول الكوميدي الفرنسي كولوش عن الأوساط المُضطلعة وعن المصادر الموثوقة والتي لا يُعلِن الصحافي بالإجمال من اين ياتى بها ، كان يقول كولوش:" عندما لا يُعلن الصحافي عن مصادره السريّة وعن الأوساط المضطلعة التي استقى منها معلوماته ، وعندما يَسمح الصحافيون لأنفسهم بعدَم نَّشر معلومات ، هم وحدهم يستطيعون التمتّع بحرية نشرها ام لا ، كونها سريّة ، عندها يملك هؤلاء الصحافيّين الحقّ بإلتزام الصمت لكي لا نستعمل عبارة أقوى .

وبالعودة الى العطل والضرر الذي تسبّب بهما السياسيون في بلدنا ... يا إخوتي ، نريد عطلاً وضرراً على كل المبالغ التي قبَضَها هؤلاء من اجل تمرير صفقات على حساب الشعب والبلد.... نريد عطلا وضرراً على سرقة أموال الخزينة العامة والتلاعب بالعملات الأجنبية التي قام بها هؤلاء المرابين على مدى أعوام ، ممّا أدى الى انهيار العملة الوطنية وهجرة رؤوس الأموال الى الخارج . نريد عطلاً وضرراً على الأضرار المعنوية الذي يُحدثه كل تصريح فارغ وديماغوجي يُدلي به هؤلاء المنافقين ، وتجّار الدماء الذين يغيّرون أثوابهم كلما مالت الدفة ، من وزراء ونواب وخصوصاً وزراء الخارجية الذين يستغبون اللبنانيون المغتربين ويَعدونهم بـ "إلدورادو" عند عودتهم الى لبنان ، وإذ بالمغتربين يجدون البلد "دورادو" وصحراء قاحلة ووعود مزيّفة. لماذا صحراء لأن نفس هؤلاء المرابين ، حَوَّلوا غاباتنا الى صحاري ، وجبالنا الى كسّارات يستفيدون منها ، واحراشنا الى منتجعات للصيد ... هذه الهواية الغبيّة التي تضرّ بالدماغ والحيوان وتُساهم في تصحير الغابات. يا إخوتي هذه الأضرار تُقدَّر بمليارات الدولارات ، "ضحاك في عبِّك يا مانويل فالس ". نريد عطلاً وضرراً عن كل ودائع السارقين في جميع المصارف العالمية ، وعن كل أموالهم المبيّضة ، والتي إذا بوشر العمل في التحقيق في هذه المخالفات سوف تُحدث ضجّة أكبر من ضجّة فضيحة الفيفا ، وعندما سنضع يدنا على هذه الأموال سوف يتمّ توزيعها على الفقراء والمحتاجين مثلما كان يفعل "روبين هود". نريد عطلاً وضرراً عن كل الشهداء والمغدور بهم ( طبعا اتحدث عن الشهداء الذين استشهدوا ويستشهدون من اجل لبنان ) ، بينما كان هؤلاء الجبناء هاربين مع اولادهم. هُم في المنتجعات الأوروبية يتنعّمون بصرف أموال الخزينة العامة ، وأولادهم بأمان يتابعون تحصيلهم العلمي ، بينما أولادنا في الملاجىء وتحت القصف.

يا إخوتي لن اتكلّم عن سرقة الغاز الذي لم يبدأ التنقيب عنه ، ولن أتكلّم عن الإستعباد الحديث الذي يمارسه هؤلاء ضدّ الخدم ، واصحاب البشرات المختلفة ، عنهم ، يومياً وبكل فخر ، لأنهم لبنانيون واللبناني "متفوّق والأول دائماً وابداً ، وكيف ما بتكبّو بيجي واقف" وأنا أقول لهؤلاء " وقفتوا وكترّتو والآن لازم تقعدوا ، لأنه حان وقت قطاف رؤوسكم".

يا إخوتي سوف نجعل هؤلاء المُرابين يدفعون أكثر من مانويل فالس بكثير ، لأن الرجل على الأقل ، إعتذر ولكنّهم في كبريائهم يعتقدون انهم يقومون بالعمل الصائب ولم يعتذروا يوماً ، وهذا الإعتذار الذي سمعناه من بعض امراء الطوائف والميليشيات بعد انتهاء الحرب هو ضحك على الذقون ، و"يا محلا" الإعتذار عند تصرّفاتهم الآنية التي تدلّ انه ولو أتيح لهم إعادة الكَرّة سوف يتصرّفون ويمارسون أفعالاً أقبح مما قاموا به سابقاً .

رسالتي الى الأمم المتخلفة هي التالية: إنتفضوا بما تيسّر لكم ، لأننا وفي هذا القرن ، اصبَح الجميع على دراية بالأمور وليس باستطاعة احد التعتيم على اي حادثة .

فكّروا بالخطر او العدو الداخلي ، لأن العدو الخارجي صوَري وغير موجود وهو يفكّر بمشاكله او كما يقول الفنان جاك بريل : "ربما نسيَنا " بكل بساطة فهو لديه إنشغالات أخرى ، ونحن نفكّر بالحلويات ، والواجبات ، ونريد ان نحلّ مشاكل الجميع ونحرّر الجميع ونحن لم نحرِّر انفسنا بعد .

يا إخوتي في الأمم المتخلّفة يجب علينا ان نقوم بحلول جذرية ، فبدَل ان نكتشف كنافة للريجيم ( وهذه بدعة لبنانية ايضاً ) او معمول "دايت" ، يجب علينا ان نرغلِج السكّري في الدم ، وهذا أجدى وانفَع وبعد ذلك بإمكننا تناول الكنافة "النورمال".

في الأمم المتخلّفة يجب علينا ان نُلغي المثل القائل:" ما فينا نعمل شي " ونستبدله بالمثل القائل: ما فيك تقاتل ... طيّب بس ما فيك تنفَجِر عيونَك" لكي لا يقول لنا العناتر يوماً ما ، كما قال عنتر عندما سُئل :" يا عنتر مين عنترك ... فأجاب :" ما حدا ردّني".

يا إخوتي كنا نائمين واستفقنا .... كنا مسجونين وصَدَر قانون عفو وأخلي سبيلنا ، ولكن بكفالة وبعودة مشروطة الى السجن اذا لم نُحسِن التصرّف. طبعا اتحدّث عن الشعب ، الذي وكما قلت اصبح يعرف ، من فعل معرفة التي هي عكس الجهل ، لأن الطَقم القديم لن أستعمل توصيف "أكَل عليه الدهر وشرب" ، لأن الأكل والشرب يتضّمنان مفهوماً للذّة وهم لم يوفّروا لنا اي لذّة اثناء استلامهم للأمانة . لذلك يا إخوتي سوف أختُم برتية شَيل البخّور عن ارواح هؤلاء الضالين ، وهم بالطبع غير معنيين بهذا المقطع الذي يتحدّث عن الأبرار :" ما لم تُبْصِرهُ عينٌ ما لم تَسمَعْهُ أذنٌ ، ما لم يُدرِكْه ذهنٌ ، يُعطى للأبرار.... في بلادي وليس للمنافقين.... وبارك يا سيّد .

 THE ETERNAL COMEDY

We are here to spend few years and then disappear. We try our best to enjoy as many of these years as our luck and will allow. Knowing more about life and understanding some of its intricacies will give us more chances to succeed in our quest for joy. The eternal comedy is a collection of ideas, reflections and observations on many of the ingredients that are critical to understand life.

None of the articles will provide the reader with any answer to any of the useless questions of where do we come from, where are we going and why are we here. The knowledge and maybe the wisdom the readers might get out of the articles, whether they like them or not, will help them in answering the most important question:
how can we create in our life more joy than sorrow and more happiness than sadness?” 

 UPCOMING ARTICLES: 

I decided to stop informing this section to allow me full flexibility in publishing the articles that inspire me on any given date. Sometimes, structure is a bad thing! 

 RECENT POSTS: 
 SEARCH BY TAGS: 
bottom of page